08‏/07‏/2009

سيرة حياة تروتسكي




ليون تروتسكي1879–1940
ولد ليون تروتسكي (الاسم الحقيقي: ليف دافيدوفيتش برونشتاين) في مقاطعة "خريسون" في أوكرانيا يوم السابع من أكتوبر عام 1879 في عائلة من المزارعين اليهود. وأمضى السنوات التسع الأولى من حياته في مزرعة العائلة ثم التحق بالمدارس الثانوية في "أوديسا" و"نيكولاييف" بين الأعوام 1888 و1897. وقبل أن يتخرج من مدرسة "نيكولاييف" كان تروتسكي قد انظم إلى حلقة ثورية سرية تابعة للنارودنيين (الشعبيين)، ثم ما لبث أن اعتنق الماركسية بعد عام من ذلك فانضم إلى الحركة الاشتراكية-الديموقراطية وكان أحد مؤسسي وقادة "الإتحاد العمالي لجنوب روسيا". اعتقل في أوائل عام 1898 مع أعضاء آخرين في الاتحاد بتهمة الاشتراك في قيادة عدد من التظاهرات والإضرابات العمالية وطبع الكتابات الممنوعة في "نيكولاييف". احتجز في السجن مدة سنتين ثم نفي إلى سيبريا لمدة أربع سنوات بدون محاكمة. تزوج في المنفى من ألكسندرا سوكولوفسكايا وولد لهما طفلتان، نينا وزينا، في سيبريا. وفي المنفى أيضا انضم تروتسكي إلى "الاتحاد الاشتراكي-الديموقراطي في سيبريا" واشتهر باسمه المستعار "آنتيد-أوتو" كمعلق سياسي ومحلل اجتماعي وناقد أدبي. هرب من المنفى عام 1902 ولبى دعوة لينين في الذهاب إلى لندن حيث التحق بالمجموعة من الدعاويين الماركسيين التي كانت تصدر صحيفة "ايسكرا" (الشرارة) إلى جانب لينين وبليخانوف وأكسلرود وزاسوليتش ومارتوف وبتروزوف. إشترك في المؤتمر الثاني "لحزب العمال الاشتراكي-الديموقراطي الروسي" الذي عقد في بروكسيل ولندن عام 1903 والذي حدث فيه الانشقاق التاريخي بين البلاشفة والمنشفيك. انظم تروتسكي إلى المنشفيك لفترة ثم انفصل عنهم واتخذ موقفا مستقلا عن كلا الجناحين. تعرف في باريس عام 1904 على "ناتاليا سيدوفا" التي أصبحت فيما بعد زوجته الثانية. عاد إلى روسيا في فبراير عام 1905 بعد اندلاع الثورة الروسية الأولى فكان قائد الحركة الاشتراكية وخطيبها ورئيس "مجلس مندوبي العمال" في بطرسبرغ، أول سوفييت في التاريخ.
ألقي القبض على تروتسكي عام 1907 بعد فشل الثورة وأصدرت المحكمة حكمها بنفيه إلى سيبريا وبتجريده من جميع حقوقه المدنية، غير أنه ما لبث أن هرب إلى أوروبا الغربية. وخلال وجوده في السجن، انتهى من صياغة نظريته عن "الثورة الدائمة" في مقالة بعنوان "نتائج وتوقعات". أمضى الفترة ما بين عام 1907 و1914 مع ناتاليا سيدوفا وولديهما ليون وسيرجي في فيينا حيث أصدر مجلة "برافدا" (الحقيقة) مكرسا وقته للنشاط الصحفي والسياسي. نزح تروتسكي إلى سويسرا بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى ومنها إلى فرنسا حيث عمل مراسلا لصحيفة يومية كبيرة يصدرها الليبراليون في روسيا. كما أصدر صحيفة "ناشيه سلوفو". وكان أحد موجهي المعارضة الاشتراكية الثورية للحرب وأحد الداعين إلى "مؤتمر زيمروالد" عام 1915 وهو كاتب البيان الشهير الذي صدر عن المؤتمر.
فأدت دعوته لمعارضة الحرب ولتأسيس "الأممية الثالثة" إلى تقارب في وجهات النظر بينه وبين لينين بعد سنوات طويلة من الخلاف بينهما. طرد من فرنسا، فالتجأ إلى الولايات المتحدة عام 1917 ثم عاد إلى روسيا عند اندلاع ثورة فبراير.
انظم تروتسكي إلى الحزب البلشفي عام 1917 وعرف إلى جانب لينين، بهجومه الصاعق البارع على نظام حكم فبراير. فسجنته حكومة كرنسكي في 5 آب/أغسطس عام 1917. انتخبه عمال بتروغراد رئيسا لسوفييت مدينتهم. وخلال وجوده في هذا المنصب نظم ثورة أكتوبر وقادها. عين أول مفوض للشعب للشؤون الخارجية(1) وقاد وفد بلاده إلى مفاوضات "بريست ليتوفسك" غير أنه رفض شروط ألمانيا وطالب بانتهاج سياسة "لا حرب ولا سلم" واستقال من مفوضية الشؤون الخارجية. عيّن مفوضا لشؤون الحرب بين عام 1917 و1923 فأسس "الجيش الأحمر" وقاده بنجاح خلال أعوام الحرب الأهلية. وكان عضوا في المكتب السياسي وفي اللجنة المركزية طوال هذه المدة. خلال هذه الفترة كتب: "من ثورة فبراير إلى مفاوضات بريست ليتوفسك"، "الشيوعية والإرهاب" وكتبا أخرى، كما حرّر جميع بيانات المؤتمرات الخمسة الأولى للأممية الشيوعية وأهم بلاغاتها ومقرراتها السياسية.
وفي عام 1923، قاد تروتسكي أول حركة معارضة لستالين مستنكرا تهشيم الديموقراطية السوفييتية وتفاقم البيرقراطية في الحزب والدولة مطالبا بالتصنيع الثقيل في الإتحاد السوفييتي. وبعد أن تحالف عليه ستالين وزينوفييف وكامنييف وبوخارين وغيرهم استقال من مفوضية الحرب عام 1925. خلال هذه الفترة كتب: "الأدب والثورة"، "العهد الجديد"، "إلى أين تسير بريطانيا ؟"، "أوربا وامريكا" ،"مشاكل الحياة اليومية"، ومؤلفات أخرى. تحالف تروتسكي عام 1926 مع زنوفييف وكامنييف ضد ستالين فأسسوا "المعارضة الموحدة"؛ وبعد صراع عنيف حول جميع القضايا الأساسية المتعلقة بالسياسة الشيوعية، طرد تروتسكي من الحزب في أواخر عام 1927 ونفي من موسكو إلى "ألما-آتا" على الحدود الروسية-الصينية حيث استنر في توجيه المعارضة وفي نقده نظرية ستالين عن "الاشتراكية في بلد واحد" والطريق التي يعالج بها الشؤون الشيوعية وخاصة سياسته تجاه الثورة الصينية عام 1925-1927 وفي "الما-آتا" كتب تروتسكي: "نقد مشروع برنامج الكومنترن"، "الثورة الدائمة"، ومؤلفات أخرى.
أبعد تروتسكي إلى تركيا فسكن جزيرة "برينبيكو" حتى صيف 1933 فشرع في تنظيم مؤيديه في بلدان عديدة وأصدر "نشرة المعارضة" وكتب: "تاريخ الثورة الروسية"، "حياتي" ومؤلفات أخرى. ابتداء من عام 1929 شن حملة خاصة لتعبئة الحركة الشيوعية ضد خطر نشوء النازية، فلم تلق تحذيراته الاهتمام الكافي. سحبت منه الجنسية السوفييتية عام 1932، وذهب أتباعه وأقاربه ضحية حملة إرهاب عنيفة بقيادة ستالين. توفيت إحدى بناته – نينا – عام 1928، وانتحرت الأخرى – زينا – عام 1933 في برلين بعد مرض مزمن وبعد أن سحبت منها الجنسية السوفييتية ومُنعت من رؤية عائلتها في روسيا. سمح لتروتسكي بدخول فرنسا، بعد أن رفضت جميع دول أوروبا تقريبا منحه اللجوء إليها، فدعا هناك إلى تأسيس "الأممية الرابعة". طرد تروتسكي من فرنسا عام 1935 فالتجأ لفترة قصيرة إلى النرويج حيث كتب "الثورة المغدورة". وبعد محاكمة زينوفييف وكامنييف والقيادات البلشفية القديمة وإعدامها (في آب/أغسطس 1936)، رضخت الحكومة النروجية لضغط ستالين فاحتجزت تروتسكي لمنعه من فضح مهزلة "التصفيات الكبرى". في ذلك الحين كانت حملة ستالين الشعواء على التروتسكية قد بلغت ذروتها. فاتهم تروتسكي في "محاكمات موسكو" بتحضير مؤامرات عديدة لاغتيال ستالين وفوروشيلوف وكاغانوفيتش وغيرهم، وبالتحالف السري مع هتلر وإمبراطور اليابان بغية تقويض النظام السوفييتي وتجزئة الاتحاد السوفييتي. في عام 1937، سمح لتروتسكي بدخول المكسيك حيث مثل أمام "محاكمة مضادة" ترأسها الفيلسوف الأمريكي جون ديووي. فدحض تروتسكي، بوصفه الشاهد الأساسي في هذه المحاكمة، جميع الاتهامات الموجهة إليه، وأصدرت المحكمة حكمها ببراءة تروتسكي من التهم الموجهة إليه، وفي السنة التي تلت أعلن تأسيس "الأممية الرابعة" وكتب "البرنامج الانتقالي للأممية الرابعة". وقد تنبأ بوقوع الحرب العالمية الثانية وحلّل نتائجها المتوقعة في عدد ضخم من الدراسات والمقالات. ذهب ابنه الأصغر – سيرجي – ضحية حملة الإرهاب الواسعة في الاتحاد السوفييتي التي تمّ تقتيل عدد كبير من أتباع تروتسكي وعوائلهم. ومات ابنه الأكبر – ليون – في فبراير عام 1938 في باريس، وتشير ظروف موته إلى أن رجال "منظمة الشرطة السرية" السوفييتية قد اغتالوه. وبالإضافة إلى ذلك، قضى العديد من أتباع تروتسكي نحبهم على يد عملاء هذه المنظمة في إسبانيا وفرنسا وسويسرا. وفي أيار من عام 1940، هاجمت عصابة ستالينية مسلحة تروتسكي نفسه. وبعد ذلك بمدة قصيرة، أقدم رامون ميركادار "جاكسون" في 20 آب/أغسطس 1940 على اغتيال تروتسكي في منزله في المكسيك. بينما كان على وشك الإنتهاء من كتابة سيرة حياة ستالين.

05‏/07‏/2009

ما هي البروليتاريا ؟

ما هي الطبقة العاملة (البروليتاريا)؟ وهل يتم استغلال العمال في ظل الرأسمالية ؟ ولماذا يؤمن الاشتراكيين بأن العمال يستطيعون تغيير العالم ؟


يستطيع معظم الناس ملاحظة وجود لامساواة طبقية في كل بلد من بلدان العالم , عادة ما يفهم العديد من الناس كلمة ((طبقة)) على نحو مشوش , فيستندون بتعريفهم على اختلافات اللغة , الثقافة , التعليم والدخل. هذا يعتبر التعريف الرسمي لمفهوم ((الطبقة)) و يعلّم في الجامعات والمدراس. هذا التعريف الذي يرى الصراع الاجتماعي ((من حيث السلوك الطبقي فقط)) ,بغض النظر عن ان مجموعة طبقية معينة قد تصبح ثرية على حساب مجموعة طبقية اخرى.





بالنسبة للماركسيين ,فان للطبقة مفهوم اكثر جوهرية, ان طبقة الشخص تحدد من خلال دوره في نظام الانتاج. قال ماركس :(ان كل التاريخ هو تاريخ الصراع الطبقي) , في المجتمعات القديمة والعصور الوسطى ظهرت فئات طبقية معينة تصارعت على فائض الانتاج.





ان الغالبية العظمى (سواء كانوا المستغلِين اوالمستغلَين) على علاقة مباشرة كمستهلكين لمنتجاتهم .على مر التاريخ كان صغار المزارعين وصغار الحرفيين ينتجون السلع لاستهلاكهم الخاص و يبيعون فائض انتاجهم الصغير,في اسواق محلية بعد ان يدفعوا ما يتوجب عليهم من ضرائب للطبقة الحاكمة.





ظهور الراسمالية خلق حالة جديدة. مع ارتفاع انتاج المصانع , وانتاجيات الفلاحين. ان الغالبية العاملة اصبحت تمتلك القليل او لا تمتلك شيئا .الحرفيون من كانوا يمتلكون ادوات انتاجهم او الفلاحين من كانوا يمتلكون ارض صغيرة ,وجدوا انفسهم في المصانع كعمال لا يملكون الا شيئا واحدا :(( قدرتهم على القيام بالعمل )) .عليهم ان يبيعوا انفسهم يوميا لارباب العمل الرأسماليين . لوصف هذه الطبقة الجديدة , استعمل ماركس تعبير من التاريخ القديم ,((بروليتاريا)) وهم طبقة العمال -من كانوا لا يمتلكون الا جهدهم- في عصر الامبراطورية الرومانية.



عندما يستعمل الماركسيين كلمة ((عامل)) ,يستعملونها كمصطلح علمي الذي يعني اكثر بكثير من مجرد الشخص الذي يذهب الى عمله في الصباح.ان كل انسان لا يمتلك وسائل للانتاج هو عامل. بعض العمال الان يمتلكون السيارات والمنازل والكومبيوترات ولكنهم لا يمتلكون المصانع والمكاتب .

هذا الوضع يضع الرأسماليين في حالة ممتازة . فمع الوقت ستتحول ثروتهم العملاقة الى سلطة سياسية. يفرضون عدم المساواة في الملكية , لتصبح جزء من القانون. هكذا تتحول حياة الملايين من العمال الى جحيم , فالرأسمالي يستطيع طرد العامل , بل ويستطيع منعه من العمل في اي مكان اخر , انها الوحشية الرأسمالية. حتى ان القانون يضع السلطة لصاحب العمل حول اعطاء العامل المطرود حقوقه( او ان لا يعطيه اياها) . بل ان الرأسمالين اصبحوا يعقدون عقودا في ما بينهم لتدعيم النظام القانوني الرأسمالي , لأخذ المزيد من حقوق العامل. من خلال العقد يستطيع صاحب العمل طرد العامل عند رغبته وبدون حقوقه , في المقابل لن يستطيع العامل الدفاع عن نفسه قانونيا لأنه لا يستطيع تقديم دعوى ضد صاحب العمل ان كان وجوده كعامل في مصانعه يقل عن سنتين. ان العامل يصبح بلا حقوق نهائيا ويصبح عرضة لاستغلال الرأسماليين. ان العمال هم السلطة الحقيقية الوحيدة , عليهم الاتحاد لاجل تحصيل حقوقهم كلها . باختصار , على العمال القيام بالصراع الطبقي.

يرى الماركسيون الصراع الطبقي كحالة طبيعية حتمية ناتجة عن التركيب الطبقي للمجتمع الرأسمالي. ان البروليتاريا مجبرة على الوقوف في وجه الاستغلال الرأسمالي. ان كفاح العمال يأتي تلقائيا وجماعيا, ان الوقوف بوجه صاحب العمل من قبل كل عماله يجعله في موقف ضعيف على عكس مواجهته لعامل لوحده.ان الطبقة العاملة تمتلك سلاح وحيد (((الاتحاد و التضامن))). ان الشيوعية تدور حول كيفية الاستفادة من هذا الاتحاد لتحقيق جزء اكبر من حقوق العمال بل تهدف الى تحقيق السلطة المطلقة للعمال. ان البروليتاريا , طبقة من لا يمتلك وسائل الانتاج , عليها انتزاع وسائل الانتاج من يد الرأسمالين بالقوة وبدون تعويض.

ان البروليتاريا , هي الطبقة الوحيدة القادرة على جلب المجتمع ((اللاطبقي)) , ليس هناك اي طبقة ادنى منها تستطيع القيام بالتغيير, لا شيء ممكن ان يعلمنا كيف هم البشر الاخرون الا الاجر المحدود. ان السر يكمن في الاف العمال المتجمعين يوم الاثنين , على اطراف الطرقات , يتوجهون الى اعمالهم , وليس في رؤوسهم الا كيف يمضي هذا الاسبوع وتأتي ليلة السبت , او كم سيعطيهم صاحب العمل من اجرهم الحقيقي . يقول ماركس :((ان الطبقة التي تحمل المستقبل هي الطبقة العاملة , البروليتاريا )).



25‏/06‏/2009

بيان من رابطة الأممية الخامسة

شهد الأسبوع الثالث من كانون الثاني / يناير إجراءات التحرير الذاتي البطولية من جانب سكان غزة ، اللذين تمكنوا بعد محاولات متكررة من سحق الحواجز المعدنية الإسمنتية على طول الحدود الجنوبية مع مصر ، محطمين الحصار والتجويع الذي تفرضه دولة إسرائيل العنصرية.ونحن نعترف ، أيضا ، أن القيادة العسكرية والصحيحة لهذا العمل قد وفرتها حماس ، أيا كانت الخلافات السياسية معهم بشأن العديد من المسائل الأخرى. رؤية هذه الإجراءات على شاشات التلفزيون في شتى أنحاء العالم أثلج صدور عدد لا يحصى من الناس المناضلين ضد الظلم . نحن جميعاً نرسل أحر التهاني إلى إخوتنا وأخواتنا الفلسطينيين. ونتعهد بأن نبذل قصارى جهدنا للحيلولة دون إعادة فرض الحصار تحت أي شكل من الأشكال. حجة إسرائيل أن حصارها وطلبها من مصر أن تغلق حدودها مع غزة يعود إلى إطلاق الصواريخ على أراضيها واحتمال تهريب السلاح ليس إلا مجرد -- عذر. أي أعمال عسكرية ضد إسرائيل تتخذها الفصائل الفلسطينية تأتي ردا على العدوان الذي تقوم به القوات المسلحة الصهيونية . مئات الفلسطينيين قد قتلوا ودمرت البنية التحتية لغزة ، في حين أن اثنين فقط من الجنود الإسرائيليين قد قتلوا. ودون أن دعم استراتيجية حرب العصابات , فإننا نؤيد مقاومتهم لقوات الدفاع الإسرائيلية. ومع ذلك ، فان كسر الحصار ، الذي فرضته إسرائيل على مدى 20 شهرا بعد أن فازت حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية ، هو عمل تاريخي . الجماهير الفلسطينية قد قالت كلمتها . وأفادت هيئة الإذاعة البريطانية أن سلسلة من مظاهرات التضامن معها في البلدان العربية ، والى حد كبير في معظم البلدات والمدن في مختلف أنحاء مصر. - وعلى الرغم من لوي الذراع الهائل من الولايات المتحدة التي تقدم إعانات إلى نظام الرئيس حسني مبارك تصل إلى المليارات من الدولارات, لإعادة فرض الحصار الصهيوني على الفلسطينيين ، تجد مصر انه من الصعب جدا عليها القيام بذلك. وفي الواقع ، مبارك ، الذي رفض حتى الآن الاعتراف بحماس ، قد اضطر إلى الدعوة إلى مناقشات معهم و مع فتح ، حزب الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وإذا ما رفضت هذه الأخيرة مثل هذه المحادثات ، كما صرح متحدث باسمها في وقت سابق ، فان تواطئها الواسع النطاق المشين والقبيح مع الحصار الامبريالي والصهيوني ر ومعاناة أبناء غزة ، سيتم فضحه مرة أخرى. الاحتجاجات الدولية يجب أن تستمر للتضامن مع غزة ، مطالبة الصهاينة على الفور ودون قيد أو شرط رفع الحصار ، وأن تستأنف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تقديم كل الروابط التجارية والاغاثية إلى غزة ، والتي كانت موجودة قبل فوز حركة حماس الانتخابي قبل عامين. على المتظاهرين أن يطالبوا ، أيضا ، القوى الغربية أن تعترف بممثلي حماس المنتخبين شرعيا للشعب الفلسطيني في غزة. إن رفضهم قبول النتائج الديمقراطية لانتخابات عام 2006 ، هو الذي أعطى الضوء الأخضر للعقاب الجماعي للفلسطينيين لتصويتهم لصالح ال "حزب الخطأ". الحكومات العربية يجب أن تُجبر من شعوبها على إرسال إمدادات وفيرة وعاجلة من الغذاء والوقود والإمدادات الطبية لوضع حد لهذا البؤس في غزة. الإجراءات الجماهيرية من جانب الفلسطينيين أظهرت أن الانتفاضة هي ابعد ما تكون عن الموت ، على الرغم من معاناتها من خيانة القيادة متمثلة في شخص عباس. وعلاوة على ذلك ، فقد حطم ذلك مؤامرة الصمت ، التي قد حجبت الجرائم الإسرائيلية في أجزاء كبيرة من العالم. وأظهرت أن ما يسمى عملية سلام جورج بوش في انابوليس هي خديعة عملاقة ، تستند إلى فرض دويلة متقطعة الأوصال ، ومنزوعة السلاح على الفلسطينيين ، في مقابل الاعتراف بكل التطهير العرقي الإسرائيلي والاستبعاد الدائم لمعظم الفلسطينيين عن أراضيهم.الطبقة العاملة والقوى التقدمية في جميع أنحاء العالم منذ وقت طويل اعترفت بقضية فلسطين بوصفها قضيتها الخاصة. وسيواصلون الاعتراف بحق الفلسطينيين في الكفاح بكل الوسائل الضرورية ، عن طريق المقاومة المسلحة وكذلك التعبئة الجماهيرية ، من اجل تحرير أنفسهم. ونحن ندعو جميع الذين يستطيعون إلى التظاهر مرارا وبقوة من اجل دعم ن غزة. • يحيا تحرير غزة!• لا لإعادة فرض الحصار!• فليسقط الحصار على جميع حدودها!• اعترفوا بالممثلين المنتخبين ديمقراطيا من شعبها!• النصر للشعب الفلسطيني على الصهيونية والامبريالية.

ماركوس حلبي من الأممية الخامسة يتحدث عن جورج حبش

ماركوس حلبي من الأممية الخامسة يتحدث عن جورج حبش 2 شباط / فبراير 2008 تعرفت أولاً كصبيّ صغير إلى جورج حبش. ومع أنني أنا نفسي لست فلسطينيًا فقد نشأت – وبطريقة ملتوية – على اعتباره واحدًا من "قادتنا". فهنا لدينا شخص – عربي وطني علماني من خلفية مسيحية، رجل مثقف ومتعلم، ويعرّف نفسه ماركسيًا ونصيرًا للمضطهدين، معاديًا للصهيونية والإمبريالية الغربية، حداثيًا معارضًا للأنظمة العربية – يمكن الإشارة إليه بالقول دون حرج "هذا واحد منا".ولد جورج حبش لأسرة ميسورة تعمل في التجارة، في مدينة اللد، في فترة الاستعمار البريطاني لفلسطين، وفي عام التقسيم – 1948 – كان يدرس في كلية الطب في جامعة بيروت. وفي أثناء الحرب عاد إلى مدينته ليشهد طرد أبناء مدينته تحت تهديد السلاح على الطريقة النازية، باتجاه الحدود الأردنية في مدينة الخليل، وذلك بأوامر من إسحق رابين – الذي حاز مستقبلاً جائزة نوبل للسلام. وفي خضم هذه المعاناة توفيت أخته نتيجة إصابتها بمرض التيفوئيد.
عندما عاد إلى بيروت لاستكمال دراسته، حاول هو وصديقه وديع حداد صياغة رد فعل على النكبة/الكارثة التي ألمّت بشعبيهما. واستنادًا إلى أفكار البروفسور السوري قسطنطين زريق، القومي العربي الراديكالي، شكل حبش وحداد مجموعة سميت "إخوان الثأر" دعت إلى إسقاط الأنظمة العربية باعتبارها مسئولة عن ضياع فسطين.اعتبرت الجماعة انعدام الوحدة العربية – انشقاق الأمة العربية إلى كيانات صنعها الاستعمار الفرنسي والبريطاني فاقدة شروط البقاء – سببًا للهزيمة، ورأت الحل في الوحدة العربية. ولأن ذلك التشرذم العربي كان هو نفسه عرضًا من أعراض تخلف المجتمعات العربية في مواجهة الحداثة الرأسمالية الغربية، فقد تطلبت الثورة القضاء على النخب شبه الإقطاعية والدينية التي ما كان لها البقاء لولا دعم القوى الاستعمارية لها. كذلك تطلبت تعزيز العلمانية والتقدم الاجتماعي.وبالرغم من هذه الراديكالية الواضحة، فإن المنطلق كان غير اشتراكي وبتصميم مسبق. لقد كانت وجهة نظر قسطنطين زريق منذ البداية، نحو تطوير نخبة قومية مثقفة تدفع بهذه الثورة، لاعتقاده بأن النضال من أجل تثقيف الجماهير كان أكثر أهمية من الاستيلاء على السلطة من جانب أي طرف كان. لقد كانت وجهة نظر رفضت ضمنيًا النضال الطبقي، وآمنت بالنضال "الشعبي" العابر للطبقات. لقد كان برنامجًا ديمقراطيًا ثوريًا، وحتى برنامجًا "وطنيًا" (بالمعنى الذي استخدمه كارل ماركس عندما وصف جوزيف مادزيني كوطني إيطالي)، ولكنه لم يكن برنامجًا شيوعيًا.لقد تخلى حبش عن الجهود المبكرة للاتحاد مع حزب البعث الاشتراكي الذي أسسه السوري ميشيل عفلق (الحزب الذي حكم لاحقًا في سوريا والعراق تحت حكم حافظ الأسد وصدام حسين) عندما أدرك أن تحرير فلسطين لم يحتل مرتبة عالية في الأجندة البعثية. أما تجاه الأحزاب الشيوعية الرسمية فقد أظهرت جماعة حبش العداء المفتوح، ونافست في شدة مناهضتها للشيوعية حزب اللبناني أنطون سعادة: الحزب السوري القومي الاجتماعي (حركة قومية علمانية استمدت بعض الإيحاءات والرموز من ألمانيا الهتلرية
ليس من الصعب كثيرًا تفسير هذا التناقض الواضح.روسيا الستالينية ، واستشعار منها لفرصة أن تحل محل نفوذ الامبريالية البريطانية في العالم العربي ، دعمت القضية الصهيونية بإقامة دولة يهودية في فلسطين ، مصوتةً في الأمم المتحدة لصالح التقسيم في عام 1947. الأحزاب الشيوعية العربية تبعت أوامر من موسكو بالدفاع عن هذا القرار ، في حين أن الحزب الشيوعي في فلسطين – المنظمة السياسية الوحيدة ذات الوزن في البلاد والتي تجمع كل من اليهود والعرب في صفوفها -- قسمت نفسها إلى منظمات "إسرائيلية" و "أردنية". تشيكوسلوفاكيا الستالينية قامت لاحقا بتوريد الأسلحة إلى الدولة الصهيونية في نقطة تحول رئيسية في الحرب. تواطؤ الستالينية في "الخطيئة الأصلية" للصهيونية كلف الأحزاب الشيوعية العربية -- ، وحركة الطبقة العاملة العربية -- غاليا ، ووضعهم في المؤخرة لفترة طويلة . ما عدا الحزب الشيوعي في العراق ، بما لديه من قاعدة جماعية صلبة ،كان قادرا على الخروج من آثار النكبة سليماً نسبياً. في أماكن أخرى ، و في قاعدة حبش في لبنان على وجه الخصوص ، فان ولاء الأحزاب الشيوعية الرسمية للفات ومنعطفات دبلوماسية موسكو يعني أنها كثيرا ما كانت تقصى بعيدا إلى اليسار من الراديكاليين القوميين مثل زريق وعفلق في القضايا الوطنية والديمقراطية . وكثيرا ما كانوا يضيقون التركيز على القضايا الاقتصادية والنقابية ، مقرونة عموما بالحذر والنهج الإصلاحي مما يعني أنها كانت في كثير من الأحيان على يمين القوميين في قضايا العدالة الاجتماعية كذلك. وبعد تخرجه متقدما دفعته ، قام حبش وحداد وذهبت بإنشاء عيادة طبية مجانية للأطفال في العاصمة الأردنية عمان. كطبيب أطفال ، أدرك الطبيب الشاب تماما المشاكل الطبية المشتركة بين الأطفال الفلسطينيين في المخيمات -- بالدرجة الأولى سوء التغذية والإمراض التي يمكن الوقاية منها -- وأسبابها الاجتماعية -- حرمان الآباء اللاجئين من الفرص الاقتصادية أو الحق في تكوين حياتهم ، نتيجة , حقيقة سياسية معروفة -- حرمانهم من حقهم في أن يكون لهم وطن. ببساطة أن تعمل في هذه البيئة ، متجاهلاً إغراء أكثر ربحا لمهنة الطب في الخارج ، كان هو الفعل السياسي. وهذا ، بطبيعة الحال ، كان العصر الذهبي للكفاح ضد الاستعمار ، ضد العنف المنهجي لعواصم الامبريالية الغربية تجاه الشعوب الخاضعة ، والذي شهد ظهور أفكار رموز مثل هذه فرانز فانون ، ريجيس ديباري وتشي غيفارا. حبش كان واحدا من ، وواحد مع هذا الجيل. أسس حركة القوميين العرب مع حداد وهاني الهندي في هذه الفترة ، وخلالها جاء ناصر إلى الحكم في ثورة اجتاحت بقايا مصر الموالية للملكية البريطانية. حصل ناصر ، بعد ذلك على شعبية هائلة ، وخصوصا بعد تحديه بريطانيا وفرنسا وإسرائيل أثناء أزمة السويس عام 1956. وبالنظر إلى نظرتهم الإيديولوجية يمكننا تفهم ، وان لم يكن عذر ، أن حركة القوميين العرب أصبحت ذراع الناصر في العالم العربي ، من خلال رؤيتها لنظامه ، باعتباره تجسيدا لل"الثورة العربية" التي يدعون إليها ، ويتطلعون إلى رؤية مصر في موضع قوة يمكنها من شن الحرب الناجحة لاستعادة فلسطين. هرب حبش من الأردن إلى سوريا بعد أن تورط في محاولة انقلاب من جانب الجماعات العسكرية المؤيدة لناصر في 1957 ، وبقي هناك خلال الفترة من 1958 إلى 1961 عندما امتد حكم عبد الناصر إلى سوريا في إطار"الجمهورية العربية المتحدة" قصيرة الأجل. وفي هذه الأثناء ، كانت هناك قوى أخرى تعمل بين الفلسطينيين. مجموعة حول ياسر عرفات ومقرها في الكويت ، متعبةً من تقاعس ناصر ومعارضةً لفكرة "الثورة العربية" ، أسست ما أصبح يعرف بحركة فتح ، وبدأت في تنظيم حرب العصابات على إسرائيل من الضفة الغربية الواقعة تحت الحكم الأردني في عام 1965. و جزئيا كرد على ذلك ، أعاد حبش تنظيم الأعضاء الفلسطينيين في حركة القوميين العرب تحت "القيادة القطرية". حرب حزيران / يونيو 1967 -- التي شهدت هزيمة إسرائيل السريعة والكاملة لجميع خطوط المواجهة مع الدول العربية في فضاء ستة أيام – حطمت مخطط حبش لحرب تقليدية بقيادة مصر الناصرية على ارض الواقع. القيادة الفلسطينية الإقليمية للحركة القومية العربية أعيد إطلاقها تحت مسمى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، والتي التحقت بالاندفاع الفلسطيني الشامل نحو "الكفاح المسلح". لقد كانت هذه –"الإجراءات الدولية" المدهشة وهلم جرا – التي عرف فيها في الغرب ، موفرة الأساس لمطالبات من جانب المنتقدين له بأنه كان "عراب الإرهاب" -- كما لو أن المقاومة الفلسطينية لم تكن مبررة وردا على إرهاب الولايات المتحدة ، وإسرائيل, والدول العربية . اختطاف ثلاث طائرات إلى ميدان داوسون في الأردن ، حيث تم نسفها (بدون ركابها ) أمام كاميرات التلفزيون في العالم ،أثبت أنه كان الحادي عشر من سبتمبر تلك الأيام . انتقاد مشترك بين اليسار ، هو أنه حاول إخراج - حركة فتح ، وغرس إيمان ساذج في قدرة هذه الإجراءات المدهشة في تعزيز النضال من اجل التحرير. هو نفسه دائما ما يبرر "العمليات الخارجية" بالإشارة إلى ضرورة تذكير العالم بوجود الفلسطينيين ، وبمعاناتهم. في الواقع ، ويبدو على الأرجح انه أعطى مطلق الحرية لوديع حداد ، الذي كان اقل صبرا بكثير على "العمل الجماهيري " الذي دعا إليه حبش ، وذلك لكي تبقي منظمته متماسكة في وقت كانت فيه الجماهير الفلسطينية نفسها تضج مطالبة أن يسمح لها بمحاربة إسرائيل. لقد تخلى عن هذا التكتيك بمجرد أن استوفى غرضه المحدود ، وطرد صديق حياته حداد عندما حاول مواصلة "العمليات الخارجية" بدون تصريح. لم يمضي وقت طويل قبل أن يؤكد المنطق الثوري الفلسطيني "الكفاح المسلح" ضد إسرائيل نفسه . واستشعرا منه بتهديد لسلطتها ووجودها ، وشكها في إصرار عرفات انه كان يقاتل فقط من اجل قيام دولة فلسطينية ، تحرك النظام الملكي الأردني الهاشمي إلى نزع سلاح المنظمات الفلسطينية. عملية الاختطاف في ميدان داوسون أعطت الملك حسين ذريعة لشن مذابح "أيلول الأسود " ضد الفلسطينيين ، في حين وقف ناصر مصر و وبعث سوريا متفرجين ، مقدمين عرضا بالتوسط ومساندة كلامية . بعد الهزيمة في الأردن ، واصلت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، شأنها في ذلك شأن غيرها من الحركات الفلسطينية ، حرب العصابات ضد إسرائيل من تضاريس لبنان الأقل ترحيبا بكثير ، في وقت لاحق دعمت تمرد الحركة الوطنية اللبنانية 1975 عام ضد الحكم الطائفي الماروني. في فترة ما بعد أيلول الأسود اتخذت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين -- وحبش -- أخيرا الشكل المعروف اليوم ، وأعادت تعريف نفسها بأنها الحركة "الماركسية - اللينينية" ، ورغم أنه من الصعب الحديث عن مدى استيعاب حبش الذاتي للماركسية . فان الدلائل الخارجية تشير إلى انه تكيف تحت ضغط من المنشقين المتأثرين بالماوية بزعامة نايف حواتمة الذي شكل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ، المجموعة التي من شأنها الدعوة في وقت لاحق إلى حل الدولتين ومسالمة نظام ما بعد أوسلو. ولكن مع ذلك ، فان المناضلين البارزين في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مثل غسان كنفاني الناطق باسم الحزب (روائي شعبي له مكانة مماثلة بسهولة لعاموس عوز في إسرائيل أو جورج اورويل في انكلترا ، قتل على يد إسرائيل في انفجار ذهبت ضحيته أيضا ابنة أخته ذات 14 ربيعاً) كانوا ماركسيين غير مهادنين في رؤيتهم لبعض الوقت. وهذا بدوره كان مصحوبا أيضا بالتوجه نحو اليسار العالمي (في تناقض صارخ مع حركة فتح ، وزعيمها الذي فضل أن ينظر إليه وهو يصافح أيدي السياسيين الغربيين من أحزاب برجوازية محترمة ) ، والى الطبقة العاملة المنظمة . المناضلين من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على الأرض في الأراضي المحتلة عام 1967 أسسوا المنظمات النقابية ، والمنظمات النسائية وجماعات المساعدة الذاتية أو التعاونيات ، وفي وقت لاحق سوف تلعب هذه دورا رئيسيا في الانتفاضة عام 1987. وفي الوقت نفسه ، حافظت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على فصل البرنامج الثوري الديمقراطي – عن البرامج الشيوعية التي كانت سمة مميزة لحركة القوميين العرب . في الواقع ، هذا يعني اعتماد سياسة الجيل الأقدم من الأحزاب الشيوعية العربية (أولا الديمقراطية ، العلمانية والاستقلال الوطني ، والنضال من اجل الاشتراكية في وقت لاحق) ، دون وصمة دعمهم السابق للتقسيم.وبينما كان ماضي حبش اللا ستاليني بشكل غير تقليدي قد زوده بدرجة صحية من الشك تجاه دوافع البيروقراطية السوفيتية في السيطرة على الكفاح ضد الاستعمار ، مضت حركته في مشاركة قوى اليسار العالمية الموالية للاتحاد السوفييتي اعتمادها على موسكو ، و الضياع الناتج عن ألعاب الشطرنج مع القوى الامبريالية الغربية. اندلاع الحرب الأهلية في لبنان في 1975 (والتي استمرت 15 سنة ) ثم تبعها الاجتياح الإسرائيلي للبنان العام 1982 ، شهد نهاية "الكفاح المسلح" باعتباره ظاهرة جماهيرية ، وانتقل إلى الدبلوماسية من قبل منظمة التحرير الفلسطينية تحت قيادة عرفات ، والتي بلغت ذروتها في خيانة أوسلو الكبرى في عام 1993. بينما حاول حبش ، محقا ، مقاومه الدافع نحو صفقة تفاوضيه ، كان حلفائه المقيمين في العراق "جبهة الرفض" ، مع استثناء الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ، و كيانات أو مرتزقة ما يسمى بالأنظمة "التقدمية" العربية (سوريا والعراق وليبيا) ، يضيفون تأثيرهم إلى المخاطر التي كانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تبحر فيها . وفي مناسبات لاحقة ، بدت محاولات حبش المتكررة للتصالح مع عرفات ومنظمة التحرير الفلسطينية (من اجل مصالح "الوحدة الفلسطينية"), وكأن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين توفر غطاءً يساريا لمناورات عرفات . ومن المفارقات ، أن الحدث العظيم إذ يجب أن يبرأ نظرة حبش الثورية والتركيز على العمل الجماهيري كان الانتفاضة الفلسطينية الكبرى ، في الفترة من 1987 إلى 1992 --و بدلا من ذلك شهدت الحركة هبوطاً وصعود للإسلام السياسي ، مقترناً بانهيار الاتحاد السوفيتي وقتل صدام في العراق "عاصفة الصحراء" بقيادة جورج بوش. اتفاقات أوسلو -- الذي عارضها حبش بشدة – آذنت ببدء فترة جديدة ، كثفت فيها إسرائيل توسيع المستوطنات اليهودية غير الشرعية في الأراضي 1967 ، آمنة و موقنة أن أي دولة عربية لن ترفع إصبعا لوقفها ، والى أن خدمات عرفات ، الزعيم المهيمن للوطنية الفلسطينية ، قد تم شراؤها. أحياء النضال الفلسطيني تميز باندلاع "انتفاضة الأقصى" في أيلول / سبتمبر 2000 وشهد ذلك لعب دور جديد لمناضلي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، مع الزعيم الجديد أبو علي مصطفى الذي اغتيل بصواريخ أطلقت من طائرة هليكوبتر إسرائيلية على مكتبه في رام الله في آب / أغسطس 2001. ولكن السنوات الفاصلة من الانخفاض قد كان لها تأثيرها على الحركة. لا بد أن هذه قد تركت آثارها على الطبيب أيضا . كزعيم فريد في مكانته ، تنازل عن منصبه في قيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين طوعا في نفس السنة التي بدأت فيها الانتفاضة الفلسطينية الثانية. في السنوات اللاحقة ، أعطي انطباعا ربما انه استقال لفكرة أننا "نحن اليسار ، قد فشلنا " ، وترك لجيل المستقبل التقاط ما تركه . ومن المؤكد أن اثنين من أهدافه الكبرى التي نذر نفسه لها تاريخياً -- الوحدة العربية ، وتحرير فلسطين - تبدو اليوم ابعد مما كانت عليه في أي وقت مضى. من الصعب إلقاء اللوم على الرجل كهذا بمفرده . حركته ، بعد كل شيء ، لا تخلو من بعض انجازات سياسية ملموسة – الفرع اليمني من حركة القوميين العرب قاد بنجاح النضال ضد الحكم الاستعماري البريطاني ، في حين أن الكويت ، منارة "الديمقراطية" الآن و التي خاضت الولايات المتحدة حربا من اجل وجودها تمتلك برلماناً منتخباً على استعداد للذهاب إلى السجن والمنفى من اجل الرفاق الكويتيين . والاهم من كل شيء ، انه أبقى الشعلة العربية والفلسطينية حية. من بين جميع القادة الفلسطينيين الرئيسيين ، كان حبش الأقل اهتماما ببهرجة السلطة ، أو في الحصول على أصدقاء من ذوي النفوذ وحسب . مات بالكاد قادرا على إعالة نفسه ، وبعد أن رفض عروضا جادة حريصة على منع أن يقضي رمزا للثورة العربية سنواته الأخيرة في الفقر -- وكذلك رفض النهج الأسوأ – وهو حرص الرجعيون على شراء الهيبة المرتبطة باسمه. داخل حركة التحرير الوطني الفلسطيني كان حبش يمثل بسهولة التيار التقدمي بالمقارنة مع منافسه عرفات (لا أتكلم عن الرموز المرتبطة بالدين حالياً) ، ليس لأنه أكد اسبقيه "الأمة العربية" على الأجزاء المكونة لها قصداً ، ولكن لأن مجموعة أولوياته أشارت إلى مفهوم أن تحرير فلسطين لا يمكن فصله عن ثورة التغيير الاجتماعي والسياسي في العالم العربي -- أن الأنظمة العربية هي جزء من المشكلة وليست الحل. ضمن حركة القوميين العرب ، كان أسلوبه يمثل البديل الأكثر ديمقراطيه للعروبة ، وتجنب انعدام الشكل الإيديولوجي للناصرية أو المصلحة الذاتية وأخلاقيه التعمية للبعثية ، بتجاهلها وإنكارها الشائع للأقليات العربية العنيدة ، وعدم الاكتراث الشوفيني بغير العربية. داخل اليسار العربي بشكل أعم ، مرة أخرى كان حبش متفرداً تقريبا ، قاوم الاندفاع في الحصول على المزيد من السمعة بعد انهيار التجربة السوفيتية ، وان كان قد حافظ على نوع من التوازن السياسي. ومن المؤكد انه من الصعب تخيل حبش ، الذين وضع ى أهمية قصوى للكرامة في السياسة ، أن يتقبل سلوك الحزب الشيوعي في العراق ، اللذين سارعوا إلى اخذ مكانهم في سعى أمريكا لتحقيق "الديمقراطية" عن طريق الاحتلال ، أو اليسار الديمقراطي اللبناني ، الذي دعم الحكومة النيولبرالية الموالية لأمريكا على أمل أن يوفر هذا ضمانة لاستقلال لبنان. أي مستقبل لإحياء اليسار العربي لا بد له أن يتعامل مع تركة الطبيب -- مع أخطائه وكذلك مع نضاله ، مع حلوله التوفيقية مع الأنظمة العربية وكذلك مع تحديه لهم. ولكن في عصر يعلمنا أن لا عالم آخر مكن ، وان الخيار الوحيد القائم هو إما بالوقوف وراء الطاغوت الأمريكي حتى لا يسحقنا ، أو تسليم أنفسنا لحياة النضال والتضحية حيث الثواب والجزاء في الآخرة ، فإننا نحسن صنعا أيضا إن تعلمنا من قدوته.

24‏/06‏/2009

فلسطين : دولة واحدة للجميع (مقالة رسمية نشرت سابقا)

فلسطين : دولة واحدة للجميع افتتاحية سلطة العمال العدد 308 -- أيلول / سبتمبر 2006 على الرغم من وقف إطلاق النار في لبنان ، واصلت قوات الدفاع الإسرائيلية عمليتها التي أطلقت عليها بسخرية اسم أمطار الصيف في الضفة الغربية وقطاع غزة. تتضمن العملية مزيداً من القصف الهائل للمنازل وأماكن العمل والبنية التحتية واستمرار لتحليق الطيران العسكري على ارتفاعات منخفضة لإرهاب السكان المدنيين. تصرفات الإسرائيليين تشكل عقابا جماعيا أليما ، و خرق لاتفاقيات جنيف ، والقانون الدولي. الصمت من الحكومات في جميع أنحاء العالم يصم الآذان. إسرائيل والفلسطينيين انتخاب حكومة حماس في فلسطين ، كان ينظر إليه من قبل كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على انه تمرد ضد "خارطة الطريق" للتسوية. وبغض النظر عن أن إسرائيل سبق أن مزقت الخارطة ووضعت تسويتها الخاصة بها من جانب واحد عن طريق بناء الجدار بعد الاستيلاء على المزيد من الأراضي لتضيق مساحة الأرض في حوزة السكان الأصليين. واتبعتها بسرعة بعقوبات اقتصادية وعسكرية وحشية. وبغض النظر عن حديثهم عن إقامة ديمقراطية في الشرق الأوسط ، فبمجرد أن انتخب الفلسطينيون الحكومة التي رفضت أن تعترف بإسرائيل ، سحبت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الملايين من دولارات ويورو التمويل ، وعمقت الفقر في واحدة من أفقر المناطق في العالم. و تحت غطاء من اجتياح لبنان ، اعتقلت إسرائيل عدة وزراء ونواب من حماس : ظاهرة لا يملك الفلسطينيون العاجزون من أمرهم شيئاً حيالها . وفي نظر الكثيرين أن الانسحاب من قطاع غزة هو تراجع قسري. في الواقع أن الطبقة الحاكمة الإسرائيلية ،و عن طريق إعادة شريط صغير ومكتظ من الأرض إلى الفلسطينيين ، يمكنها الحصول على الدعم الدولي للاستيلاء على أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية. هم الآن يبنون جدارا بطول 703 ألف كيلومتر من لتوسيع والدفاع عن المستوطنات غير الشرعية الموجودة على الأرض الفلسطينية. 47 ٪ من مساحة الضفة الغربية سوف تُضم إلى إسرائيل بعد إتمام هذه العملية. 27000 من الفلسطينيين على الجانب الإسرائيلي سيحتاجون إلى تصاريح سفر للانتقال من منازلهم إلى أماكن عملهم. تحت ستار "الحرب على الإرهاب" و "الأمن" ، يسعى الإسرائيليون إلى القضاء على إمكانية قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة. حقيقة أن كون الأمم المتحدة لا تفعل شيئا حيال ذلك ينبغي ألا يفاجأ احد ؛ الأمم المتحدة هي التي أنشأت إسرائيل وتدافع عنها.أنها في التحليل النهائي ضد كفاح الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم. ماذا يمكننا أن نفعل؟ ينبغي على جميع الديمقراطيين, والاشتراكيين والنقابيين اتخاذ الإجراءات اللازمة لإجبار إسرائيل على وقف هجماتها على غزة والضفة الغربية وسحب قواتها ، و رفع الحصار الجوي والبري والبحري ، والإفراج عن آلاف السجناء الفلسطينيين والاعتراف بالقيادة الفلسطينية المنتخبة ديمقراطيا. نحن بحاجة إلى فضح عنصرية دولة المستوطنين وخططها الرامية إلى تطهير عرقي في معظم فلسطين ، وتحويل ما تبقى إلى معسكرات اعتقال في الهواء الطلق . و تماما كما ساعدت الحملة ضد نظام جنوب إفريقيا بتحويله إلى دولة منبوذة في الثمانينات ، نحن بحاجة إلى أن تفعل الشيء نفسه الآن. أن نشجع وندعم المقاومة الفلسطينية ، يجب علينا تنظيم مقاطعة دولية لإسرائيل, تشمل جميع السلع والخدمات المقدمة أو التي تنتجها الدولة الصهيونية ، بالإضافة إلى التبادلات الأكاديمية والرياضية. وعلى حركة العمال الدولية أن تتخذ إجراءات ليس فقط ضد التجارة الإسرائيلية ، ولكن ضد تلك الشركات الغربية التي تدعم إسرائيل. حل الدولة الواحدة إسرائيل ، خامس أكبر قوة عسكرية في العالم ، مسلحة بأسلحة نوويه ، هي الأداة الإقليمية الأساسية للولايات المتحدة لتقسيم واستغلال العالم العربي. وعلى الرغم من التنافس الصامت بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من اجل السيطرة على المنطقة ، فان كل الامبرياليين سيكسبون من وراء هذا الانقسام والتبعية. الهدف من أي سلام امبريالي ليس تحقيق العدالة للفلسطينيين ولكن خفض والقضاء على المقاومة. كما أظهرت الأحداث في العراق و لبنان ، بيد انه ، وعلى الرغم من القوة العسكرية الساحقة والاقتصادية الخانقة للامبرياليين والصهاينة ، فان هذه المهمة غير مجدية. ولكن المقاومة ليست كافية. وحدها ، أنها ستعرض جيلا بعد جيل للمعاناة. هذه المعاناة يمكن ويجب إنهاؤها. إسرائيل -- الدولة الاستيطانية العنصرية التي هو طردت الفلسطينيين من أرضهم -- لابد من تدميرها. كيف يمكن أن يتم ذلك؟ تماما كما أن المقاومة اليائسة لإسرائيل قد استمرت بسبب تعبئة الجماهير ، يمكن أن تدمر إسرائيل ، في ثورة ، من خلال تعبئة الجماهير العربية في المنطقة وسحب تلك القوى التقدمية التي توجد داخل إسرائيل نفسها إلى جانبها. بعض اليسار ينافح عن حل الدولتين ، في ظل الرأسمالية. هذه رجعيه وطوباوية. أولا ، لأنها تحرم أكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني ، في مخيمات في جميع أنحاء الشرق الأوسط من حقهم في العودة إلى الأرض ، التي طُهروا منها عرقياً. العودة فقط إلى الضفة الغربية وقطاع غزة سوف تضاعف عدد سكان فلسطين وتؤدي إلى سرعة الانهيار الاقتصادي. ثانياً، لأن الدولة الإسرائيلية ، تعتمد في حفاظها على الهوية الوطنية اليهودية المفترضة على دورها الإقليمي كشرطي للامبريالية الأمريكية ، التي تمدها بمساعدات تصل قيمتها إلى بلايين الدولارات في السنة. وإذا توقف هذا ، فإن ذلك من شأنه أن يُوقف المساعدات . ثالثاً ، لان إسرائيل لا يمكنها أن تحافظ على الأغلبية اليهودية إلا عن طريق الاستيطان و التوسع في الأراضي الفلسطينية. الطريقة التقدمية الوحيدة بالنسبة للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي هو دولة ثنائية القومية. وحتى ذلك الحين ، مثل هذا الحل في ظل الرأسمالية هي طوباوية. الطبقات العاملة في المنطقة لا بد وان تأتي على رأس النضال ضد الصهيونية ومسانديها الأوربيين والأمريكيين . إذا فعلوا ذلك ، لماذا ينبغي على العمال الفلسطينيين والفلاحين القبول بتسوية لصالح اقتصاد السوق ، ومن المحتم أن تكون خاضعة للامبريالية؟ الجواب هو خلق دولة العمال ، حيث السيطرة الجماعية على الاقتصاد تسمح للعمال والمزارعين الناطقين بالعبرية والعربية بتشغيل المصانع وزراعة التربة لتحقيق الرفاهية المشتركة للجميع . هذا يجب أن يشكل جزءا لا يتجزأ من الدولة الاشتراكية المتحدة في الشرق الأوسط. الذي لا يمكن أن يتحقق إلا عن طريق الثورة ، ولكن لا بد أن يحدث إذا أرادت شعوب الشرق الأوسط الهروب من الفقر وتحقيق التحرير.

22‏/06‏/2009

لماذا نحتاج لحزب ثوري؟

لماذا نحتاج لحزب ثوري؟




في فبراير/شباطِ 1917 , تمرد العمال والجنود والبحّارةَ والفلاحين في روسيا ضدّ مذبحة الحرب العالمية الأولى والنظامِ الإستبداديِ للقيصرِ نيقولا الثّاني.نظم العُمّال والجنود والبحّارة في المُدنِ الرئيسيةِ أنفسهم ، في مجالسِ عُمّالِ (سوفييت).

مندوبون مِنْ المصانعِ المختلفةِ، و الطبقة العاملة ومِنْ الكتائبِ المختلفةِ في الجيشِ شكّلوا قوَّةً بديلةً، مستندة على ديمقراطيةِ الطبقة العامِلةِ المباشرةِ. إنتخبَ العُمّالُ والجنود والبحّارةُ المندوبين مِنْ الإجتماعات الجماهيرية إلى السوفيتِ ,ممثلين عنهم يكونوا مسؤولين امام العُمّالِ الذين إنتخبوهم. لكن هذا لَمْ يُؤدّي إلى استلام العمال وحلفائهم السلطة مباشرة.

ممثلو الأطرافِ الأكثر شعبيةً في السوفييت، المنشفيين والثوريون الإجتماعيون، إعتقدَوا بأنّ روسيا ما كَانتْ جاهزة لثورة إشتراكية وبدلاً مِن ذلك مَضوا في تَنظيم الحكوماتِ قصيرة المدة مَع السياسيين البرجوازيينِ الرئيسيينِ. قاوموا نداءَ “ كُلّ القوَّة إلى السوفييت ” لمصلحة الحكم المرحلي البرجوازي.

ضمن السوفييت، تَحدّى الحزبُ البلشفيُ هذه الأطرافِ بالسياساتِ الثوريةِ الواضحةِ. قاتلَ البلاشفة للفَوْز بكُلّ السلطة في السوفييت.هَزمَ البلاشفة الأطرافَ البرجوازيةَ في السوفييت ورَبحتْ كتلةَ العُمّالِ والجنود. ان سوفييت تحت قيادة البلاشفة كَان المفتاحَ إلى النصرِ الثوريِ .


الحزب البلشفي لَمْ يَظْهرْ فجأةً في عام 1917. نَشأَ ضمن الحزب الديموقراطي الاجتماعيِ الروسيِ , الحزب الذي وحّدَ كُلّ الماركسيين الثوريين في الإمبراطوريةِ الروسيةِ في بدايةِ القرن. في عام 1903 , الذي بَدا في باديء الأمر سؤال تنظيمي بسيط، (ماذا يعني ان تكون عضو في الحزبَ؟)، اصبح مسألة سياسية رئيسية في المعركةِ لاجل الثورةِ.
لينين، زعيم الفئةِ البلشفيةِ، ناقش ضمن - ما كَانَ وقتهُا -الموقف المشتركَ لجميع قيادات حزب العمال . وذلك ان المنظمةَ احتاجت لِكي تَكُونَ فدائية، محترفة ومركزية منظمةً. أعضائها يَجِبُ أَنْ يَكُونوا منضبطين تحت فرع من فروع الحزب ويُكافحونَ من أجل برنامجِ الحزبَ، الذي عرف فيما بعد بالمركزية الديمقراطية.
الحزب سَيُنظّمُ ديموقراطياً، مع افساح المجال لحريةِ النقاش بين الأعضاء, ويكون القرار بالتصويت على برنامجِ الحزبَ وسياساتَه ووسائلَه ونشاطهَ. وعندما يتخذ القرار الحزبي ,على جميع الاعضاء الكفاح لأجله.
لينين رَبحَ الاغلبية في المجلس عام 1903 بعدما خرج عدد من معارضيه المنشفيين (الاقلية).الذين رَفضوا قُبُول قرار المجلس ِالموافق لورقةِ الحزبَ، Iskraز
هذا لم يكن فقط سؤال حول الدستورِ الرسميِ للحزبِ لكنه يتُعلّقَ بالمهامِ السياسيةِ المباشرة للديموقراطيين الاجتماعيين. في السَنَةِ السابقةِ، كتب لينين (كتاب مهم)ً، ((ماذا يجب ان يُعْمَلَ؟)) ، الذي يَبْقى دليل حيوي للثوريين في الكفاحِ اليوم.وضّحَ لينين بأنّ بدون قيادة سياسية واعية للحزب، كفاح الطبقة العامِلةَ الإقتصاديَ داخل موقعِ العمل لن يُولّدُ وعي إشتراكي ثوري. إنّ الحزبَ حاملُ ذلك الوعي، يُحاربُ ضمن كُلّ مجال ضدّ الرأسماليةِ والظلمِ - ليس فقط ضمن موقعِ العمل على القضايا الإقتصاديةِ - لرِبْح الطبقة العامِلةِ والمُضطهدةِ .
تَخفي الرأسماليةُ الإستغلالَ والظلمَ المتأصلان ضمنها. ان تبيع عملُكَ يَبْدو كصفقة عادلة. يَبْدو كعقد حر بين المالك والعامل. الإستغلال المنظّم لَيسَ واضحَ ، مثل الدَفْعِ المنخفضِ. وهنا بالضبط المعركةُ لصفقة أفضل , دَفْع المال العادلِ للعامل . مثل هذه الاصلاحاتِ ضمن رأسماليةِ يوافق عليها العمال. لتَجَاوُز هذه الخدعة يَتطلّبُ فَهْم الرأسماليةِ، فَهْم كامل نظامِها مِنْ الإستغلالِ والظلمِ وبرنامج العملِ لمُحَارَبَتها. الاتحادات العمالية وحدها تقوم بنشر الوعي .لأن بالوعي اولا نحارب الرأسمالية .

دَعا لينين كذبة إتحادِ التجارة “ الإستعباد البرجوازي الأيديولوجي للعُمّالِ ". ان كذبة تنمية إتحادِ العمال والاصلاح سياسي هي طروحات سياسيةَ برجوازيةَ بالرغم من أنَّها تستند على منظماتِ العُمّالِ. وقوّة مثل هذه الطروحات, بأنّها تتم بشكل يومي بقوة الدعايةِ الواسعةِ . كما لاحظ لينين:”. . . العقيدة البرجوازية أقدمُ في الأصلِ مِنْ الفكرة الاشتراكيةِ. . . هي متطورُة بالكامل أكثرُ، و. . . لَهُا تحت تصرّفها وسائل نشر أكثر ."

بالطبع لا شيئ من هذا يَعْني بأنّ الحزبَ عليه ان يَتنحّى جانباً عن الكفاح الطبقي، عليه ان يقدم وعياً إشتراكياً مِنْ بدون طرق سلبية. على الحزب ان يُجذّرُ نفسه في الطبقة العامِلةِ. يَتعلّمُ مِنْها ويُعمّمَ دروسَ كِفاحِها، قديمة وحديثة. يَعْملُ كذاكرةِ الطبقة بالإضافة إلى طليعتِه.

إذا ان الحزب هو ببساطة أداةَ تنظيميةَ لتَوحيد كِفاحِ الطبقة، ولو أنْه ميليشيي عمالي .يجب على الحزبَ أَنْ يكونَ عِنْدَهُ برنامج العملِ لهَزيمة الرأسماليةِ وليس فقط تَحسين اقتصادها وطرقها الملتوية.

اليوم العديد مِنْ النشطاءِ يَعترضونَ على فكرةِ حزب ثوري لأنهم ضدّ “رموز معينة". بينما يُريدُ الحزبَ الثوريَ وبفخر أَنْ يَقُودَ نشطاءَ الطبقة العامِلةَ في حركاتِ الإحتجاجِ المُخْتَلِفةِ، حملات محليّة وهكذا، يُعلنونَ بأنّ الثوريين أنفسهم لِيسوا مع اي طرف.

تاريخ بعض الاحزاب - يظهر تحولها من مسوخِ بيروقراطيةِ ستالينيةِ، إلى احزاب تحت سيطرَة الطروحات الديمقراطية الاجتماعيةِ الإصلاحيةِ ,والاحزاب المدعوة "تروتسكية" أَو "ثورية"، تعمل كمثل إقطاعيةِ مِن قِبل قيادات ديكتاتورية لم تفهم حقيقة عقيدتها.

مفهومُ المركزيةِ الديمقراطيةِ نفسه. يعتبر البعضُ هذا الطريق بيروقراطي وغير ديموقراطي مِنْ التَنظيم. ولكنها في الحقيقة, المركزيةُ الديمقراطيةُ تعني المستوى الأقصى للنِقاشِ والديمقراطية ضمن الحزبِ على الوسائلِ والبرامج الصحيحِة للتَبنّي. لكن عندما يتم اتخاذ القرار، على الحزب ان يقدم وحدته كمثال للطبقة العاملةِ. الرأسمال أي مركزَ القوةَ الإجتماعيةَ إلى حدٍ كبير. يجب ان نتحد جميعا ولو ظاهريا لاسقاطه.

تَنجذبُ الطبقة العامِلةُ نحو الديمقراطيةِ المركزية للمنظمةِ أثناء الكفاحِ. إنّ أهميةَ الوحدةِ والتضامنِ يجب فهمهما جيدا مِن قِبل العُمّالِ في حالة الكفاح الطبقي . القرارات تتخذ حول الخُطط المرحلية والبعيدة المدى في ديمقراطيةِ مفتوحة. لكن أي شخص قد ينقلب على قرار الأغلبيةِ عندما يتخذ هذا القرار، يُصبحُ فوضوي ,خارج عن النظام وخائن. هذه الديمقراطيةِ يجب أنْ تُبقي بأي ثمن وتعلّق بشكل مؤقت جداً ووحيد عندما تصنع الديمقراطية قرارا مناقض لعقيدة الحزب. انها ديمقراطية مركزية حيويُة وضرورية لمُحَاسَبَة قيادات الحزبِ، ولكن يجب السماح للمعارضين بالتعبير عن ارائهم بكل حرية وحتى لو تناقضت مع قرار الحزب فذلك يحد من خطر الانشقاقات , ولكن تبقى المعارضة ضمن الحزب. وهنا فقط تعتبر هذه المعارضة ديمقراطية.

المركزية، ضرورية. فبدونها، لن يكون هناك حريةّ او ديمقراطية . أعضاء حزبِ لن يعبروا عن وجهاتِ النظر المختلفةِ، لا أحد سَيَكُونُ مسؤولا، لا سياسةَ يُمْكِنُ أَنْ تُختَبرَ وتُصحّحَ، لا زعيمَ سيحمّلَ مسؤوليةَ النجاح أَو الخطأ. الحزب الذي يتَصرّفَ بدون مركزيةِ يصبحُ إضحوكة ويَتفكّكُ بسرعة.المركزية ضرورة قصوى لمنع الانشقاقات.



العامل الثاني الذي يُحدّدُ الحزبَ الثوريَ ,باعتباره مفتوح في مسعاه لقيادةِ الطبقة العامِلةِ.هو وجود قيادة منظمة له.يقول كارل ماركس :( لإخْفاء وجهاتِ النظر , أولئك الذين يَقُولونَ “ لا زعماءَ ” دائماً، يكونون تحت قيادة افرادِ مؤثّرينِ يُوجّهونِ العملياتَ ويَتّخذُون القراراتَ الرئيسيةَ). إنّ الإختلافَ بينهم وبيننا كزعماء الثوريون بأنّنا نُؤمنُ بالمسؤوليةِ. زعمائنا يَختارونَ بالديمقراطية ويُمْكِنُ أَنْ يُستَبدلوا بالديمقراطية ايضا”.


ان كُلّ كفاح يَتطلّبُ قيادةً. بدونها، على سبيل المثال، (اثناء يوم احتجاجي ,الشرطة سَيكونُ عِنْدَها يوم رياضة, فستسحق الاحتجاج بسهولة وتفتته. جانبنا سَيكونُ بلا قيادة توجهه إلى النقاطِ الرئيسيةِ اثناء الاحتجاج بينما قادةِ الشرطة سيُوجّهونَ رجالهم افضل توجيه. في الواقع سيكون احتجاج كهذا فوضى حقيقية تنتهي بمجزرة على يد الشرطة ,هذه هي الحقيقة لا بد من قيادة توجه الكفاح.)ومع كل كفاح يظهر لا بد من قيادات تقوده. ولكن لا بد من ادراك ان فكرة الاصلاح التي يطرحها القادة كسبيل تقدمي قد تكون طريقة لبيع العمال وحقوقهم ان الاصلاح فكرة خطيرة ,لا يمكنك احياء رجل ميت.ان الثورة هي الطريقة الوحيدة التي توجه العمال نحو الافضل.


القيادة الثورية سَتَكْسرُ قبضةَ الإصلاحيين وتَحْصلُ على دعم جماهيرَ الطبقة العامِلةِ. مثل البلاشفة في عام 1917، نحن لا نقوم بذلك عبرالخدعِ والحيل و لكن عبر اثبات اننا المقاتلين الأكثر ثباتا لمصالحِ الطبقة العامِلةِ، نحن نَعمَلُ عبر وَضْع أنفسنا في مقدمة كُلّ كفاح، كما قال لينين، (كتروربينات الشعب).



قبل كل شيء، بدون قيادةِ ثوريةِ، الثورة لا تَستطيعُ الإنتِصار. في اندونيسيا قامت إنتفاضة قويَّة أسقطتْ النظام المتعفّن. تمت تعبئة عشرا الاف التي تَطْلبُ تغييراً. لكن فجأة تَوقّفَ التغيير، لَيسَ لأن الجماهيرَ رضت. الفاقة والجوع ما زالا متفشيان لكن زعماءَ تلك الثورةِ فضّلوا المساومة مع جناح النظامِ القديمِ. مَنعتْ القيادة الثورةَ عندما أرضوا طلباتَهم المحدودةَ الخاصةَ للإصلاحِ الديمقراطيِ .فقط القيادة الثورية كان يُمْكِنُ أَنْ تَأْخذَ هذه الحركةِ الى النصر على رأسماليةِ الفَساد التي تقهر ملايين الاندونيسيين.

مَنْ الضَّرُوري أَنْ يتم تنظيم الحزب الثوري على كل المستويات. مِنْ السيطرة على إجتماعاتِ العُمّالِ، إلى قيَاْدَة الاضرابات والمشاركةِ في الكِفاحِ الثوري، الحزب يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مُحَضّرَا سياسياً وتنظيميا. ان أي حزب ثوري سَيُوحّدُ العُمّالِ الذين تَعلّموا دروسَ في الكفاح لقيَاْدَة كامل الطبقة العامِلةِ.

22/06/2009

تعريب رفيق ثائر





18‏/06‏/2009

عن الرابطة




ما هي الرابطة لأممية خامسة؟

نحن منظمة ثورية . نهدف لبناء حزب عالمي للثورة الاشتراكية يحارب في العالم ضد الرأسمالية ولأجل الاشتراكية. نرتكز في برنامجنا (من الاحتجاج الى القوة ) وسياستنا اليومية على اعمال (ماركس)-(انجلز)-(لينين)-(تروتسكي) , وعلى الوثائق الثورية لأول اربعة مؤتمرات (للأممية الثالثة) , والبرنامج الانتقالي (للأممية الرابعة)المنشور عام 1938.
الطبقة العاملة كان لديها اربعة احزاب عمالية اممية , نحن لسنا (الاممية الخامسة) , نحن تيار ثوري دولي من المجموعات التي تكافح لاجلها. ان الكفاح ضد الرأسمالية هو كفاح عالمي كما كتب (ماركس عام 1848) ,الطبقة العاملة ليس لها وطن.الحرب ضد الرأسمالية يجب ان تكون اممية ,توحد الاشتراكيين حول العالم لمقاومة هذا النظام.
تمتلك الرابطة فروع في بريطانيا , فرنسا , النمسا , تشيكيا ,المانيا , الباكستان , سريلانكا والسويد وقريبا في لبنان.كما ان هناك مؤيدين لنا في كثير من بلدان العالم