08‏/07‏/2009

سيرة حياة تروتسكي




ليون تروتسكي1879–1940
ولد ليون تروتسكي (الاسم الحقيقي: ليف دافيدوفيتش برونشتاين) في مقاطعة "خريسون" في أوكرانيا يوم السابع من أكتوبر عام 1879 في عائلة من المزارعين اليهود. وأمضى السنوات التسع الأولى من حياته في مزرعة العائلة ثم التحق بالمدارس الثانوية في "أوديسا" و"نيكولاييف" بين الأعوام 1888 و1897. وقبل أن يتخرج من مدرسة "نيكولاييف" كان تروتسكي قد انظم إلى حلقة ثورية سرية تابعة للنارودنيين (الشعبيين)، ثم ما لبث أن اعتنق الماركسية بعد عام من ذلك فانضم إلى الحركة الاشتراكية-الديموقراطية وكان أحد مؤسسي وقادة "الإتحاد العمالي لجنوب روسيا". اعتقل في أوائل عام 1898 مع أعضاء آخرين في الاتحاد بتهمة الاشتراك في قيادة عدد من التظاهرات والإضرابات العمالية وطبع الكتابات الممنوعة في "نيكولاييف". احتجز في السجن مدة سنتين ثم نفي إلى سيبريا لمدة أربع سنوات بدون محاكمة. تزوج في المنفى من ألكسندرا سوكولوفسكايا وولد لهما طفلتان، نينا وزينا، في سيبريا. وفي المنفى أيضا انضم تروتسكي إلى "الاتحاد الاشتراكي-الديموقراطي في سيبريا" واشتهر باسمه المستعار "آنتيد-أوتو" كمعلق سياسي ومحلل اجتماعي وناقد أدبي. هرب من المنفى عام 1902 ولبى دعوة لينين في الذهاب إلى لندن حيث التحق بالمجموعة من الدعاويين الماركسيين التي كانت تصدر صحيفة "ايسكرا" (الشرارة) إلى جانب لينين وبليخانوف وأكسلرود وزاسوليتش ومارتوف وبتروزوف. إشترك في المؤتمر الثاني "لحزب العمال الاشتراكي-الديموقراطي الروسي" الذي عقد في بروكسيل ولندن عام 1903 والذي حدث فيه الانشقاق التاريخي بين البلاشفة والمنشفيك. انظم تروتسكي إلى المنشفيك لفترة ثم انفصل عنهم واتخذ موقفا مستقلا عن كلا الجناحين. تعرف في باريس عام 1904 على "ناتاليا سيدوفا" التي أصبحت فيما بعد زوجته الثانية. عاد إلى روسيا في فبراير عام 1905 بعد اندلاع الثورة الروسية الأولى فكان قائد الحركة الاشتراكية وخطيبها ورئيس "مجلس مندوبي العمال" في بطرسبرغ، أول سوفييت في التاريخ.
ألقي القبض على تروتسكي عام 1907 بعد فشل الثورة وأصدرت المحكمة حكمها بنفيه إلى سيبريا وبتجريده من جميع حقوقه المدنية، غير أنه ما لبث أن هرب إلى أوروبا الغربية. وخلال وجوده في السجن، انتهى من صياغة نظريته عن "الثورة الدائمة" في مقالة بعنوان "نتائج وتوقعات". أمضى الفترة ما بين عام 1907 و1914 مع ناتاليا سيدوفا وولديهما ليون وسيرجي في فيينا حيث أصدر مجلة "برافدا" (الحقيقة) مكرسا وقته للنشاط الصحفي والسياسي. نزح تروتسكي إلى سويسرا بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى ومنها إلى فرنسا حيث عمل مراسلا لصحيفة يومية كبيرة يصدرها الليبراليون في روسيا. كما أصدر صحيفة "ناشيه سلوفو". وكان أحد موجهي المعارضة الاشتراكية الثورية للحرب وأحد الداعين إلى "مؤتمر زيمروالد" عام 1915 وهو كاتب البيان الشهير الذي صدر عن المؤتمر.
فأدت دعوته لمعارضة الحرب ولتأسيس "الأممية الثالثة" إلى تقارب في وجهات النظر بينه وبين لينين بعد سنوات طويلة من الخلاف بينهما. طرد من فرنسا، فالتجأ إلى الولايات المتحدة عام 1917 ثم عاد إلى روسيا عند اندلاع ثورة فبراير.
انظم تروتسكي إلى الحزب البلشفي عام 1917 وعرف إلى جانب لينين، بهجومه الصاعق البارع على نظام حكم فبراير. فسجنته حكومة كرنسكي في 5 آب/أغسطس عام 1917. انتخبه عمال بتروغراد رئيسا لسوفييت مدينتهم. وخلال وجوده في هذا المنصب نظم ثورة أكتوبر وقادها. عين أول مفوض للشعب للشؤون الخارجية(1) وقاد وفد بلاده إلى مفاوضات "بريست ليتوفسك" غير أنه رفض شروط ألمانيا وطالب بانتهاج سياسة "لا حرب ولا سلم" واستقال من مفوضية الشؤون الخارجية. عيّن مفوضا لشؤون الحرب بين عام 1917 و1923 فأسس "الجيش الأحمر" وقاده بنجاح خلال أعوام الحرب الأهلية. وكان عضوا في المكتب السياسي وفي اللجنة المركزية طوال هذه المدة. خلال هذه الفترة كتب: "من ثورة فبراير إلى مفاوضات بريست ليتوفسك"، "الشيوعية والإرهاب" وكتبا أخرى، كما حرّر جميع بيانات المؤتمرات الخمسة الأولى للأممية الشيوعية وأهم بلاغاتها ومقرراتها السياسية.
وفي عام 1923، قاد تروتسكي أول حركة معارضة لستالين مستنكرا تهشيم الديموقراطية السوفييتية وتفاقم البيرقراطية في الحزب والدولة مطالبا بالتصنيع الثقيل في الإتحاد السوفييتي. وبعد أن تحالف عليه ستالين وزينوفييف وكامنييف وبوخارين وغيرهم استقال من مفوضية الحرب عام 1925. خلال هذه الفترة كتب: "الأدب والثورة"، "العهد الجديد"، "إلى أين تسير بريطانيا ؟"، "أوربا وامريكا" ،"مشاكل الحياة اليومية"، ومؤلفات أخرى. تحالف تروتسكي عام 1926 مع زنوفييف وكامنييف ضد ستالين فأسسوا "المعارضة الموحدة"؛ وبعد صراع عنيف حول جميع القضايا الأساسية المتعلقة بالسياسة الشيوعية، طرد تروتسكي من الحزب في أواخر عام 1927 ونفي من موسكو إلى "ألما-آتا" على الحدود الروسية-الصينية حيث استنر في توجيه المعارضة وفي نقده نظرية ستالين عن "الاشتراكية في بلد واحد" والطريق التي يعالج بها الشؤون الشيوعية وخاصة سياسته تجاه الثورة الصينية عام 1925-1927 وفي "الما-آتا" كتب تروتسكي: "نقد مشروع برنامج الكومنترن"، "الثورة الدائمة"، ومؤلفات أخرى.
أبعد تروتسكي إلى تركيا فسكن جزيرة "برينبيكو" حتى صيف 1933 فشرع في تنظيم مؤيديه في بلدان عديدة وأصدر "نشرة المعارضة" وكتب: "تاريخ الثورة الروسية"، "حياتي" ومؤلفات أخرى. ابتداء من عام 1929 شن حملة خاصة لتعبئة الحركة الشيوعية ضد خطر نشوء النازية، فلم تلق تحذيراته الاهتمام الكافي. سحبت منه الجنسية السوفييتية عام 1932، وذهب أتباعه وأقاربه ضحية حملة إرهاب عنيفة بقيادة ستالين. توفيت إحدى بناته – نينا – عام 1928، وانتحرت الأخرى – زينا – عام 1933 في برلين بعد مرض مزمن وبعد أن سحبت منها الجنسية السوفييتية ومُنعت من رؤية عائلتها في روسيا. سمح لتروتسكي بدخول فرنسا، بعد أن رفضت جميع دول أوروبا تقريبا منحه اللجوء إليها، فدعا هناك إلى تأسيس "الأممية الرابعة". طرد تروتسكي من فرنسا عام 1935 فالتجأ لفترة قصيرة إلى النرويج حيث كتب "الثورة المغدورة". وبعد محاكمة زينوفييف وكامنييف والقيادات البلشفية القديمة وإعدامها (في آب/أغسطس 1936)، رضخت الحكومة النروجية لضغط ستالين فاحتجزت تروتسكي لمنعه من فضح مهزلة "التصفيات الكبرى". في ذلك الحين كانت حملة ستالين الشعواء على التروتسكية قد بلغت ذروتها. فاتهم تروتسكي في "محاكمات موسكو" بتحضير مؤامرات عديدة لاغتيال ستالين وفوروشيلوف وكاغانوفيتش وغيرهم، وبالتحالف السري مع هتلر وإمبراطور اليابان بغية تقويض النظام السوفييتي وتجزئة الاتحاد السوفييتي. في عام 1937، سمح لتروتسكي بدخول المكسيك حيث مثل أمام "محاكمة مضادة" ترأسها الفيلسوف الأمريكي جون ديووي. فدحض تروتسكي، بوصفه الشاهد الأساسي في هذه المحاكمة، جميع الاتهامات الموجهة إليه، وأصدرت المحكمة حكمها ببراءة تروتسكي من التهم الموجهة إليه، وفي السنة التي تلت أعلن تأسيس "الأممية الرابعة" وكتب "البرنامج الانتقالي للأممية الرابعة". وقد تنبأ بوقوع الحرب العالمية الثانية وحلّل نتائجها المتوقعة في عدد ضخم من الدراسات والمقالات. ذهب ابنه الأصغر – سيرجي – ضحية حملة الإرهاب الواسعة في الاتحاد السوفييتي التي تمّ تقتيل عدد كبير من أتباع تروتسكي وعوائلهم. ومات ابنه الأكبر – ليون – في فبراير عام 1938 في باريس، وتشير ظروف موته إلى أن رجال "منظمة الشرطة السرية" السوفييتية قد اغتالوه. وبالإضافة إلى ذلك، قضى العديد من أتباع تروتسكي نحبهم على يد عملاء هذه المنظمة في إسبانيا وفرنسا وسويسرا. وفي أيار من عام 1940، هاجمت عصابة ستالينية مسلحة تروتسكي نفسه. وبعد ذلك بمدة قصيرة، أقدم رامون ميركادار "جاكسون" في 20 آب/أغسطس 1940 على اغتيال تروتسكي في منزله في المكسيك. بينما كان على وشك الإنتهاء من كتابة سيرة حياة ستالين.

05‏/07‏/2009

ما هي البروليتاريا ؟

ما هي الطبقة العاملة (البروليتاريا)؟ وهل يتم استغلال العمال في ظل الرأسمالية ؟ ولماذا يؤمن الاشتراكيين بأن العمال يستطيعون تغيير العالم ؟


يستطيع معظم الناس ملاحظة وجود لامساواة طبقية في كل بلد من بلدان العالم , عادة ما يفهم العديد من الناس كلمة ((طبقة)) على نحو مشوش , فيستندون بتعريفهم على اختلافات اللغة , الثقافة , التعليم والدخل. هذا يعتبر التعريف الرسمي لمفهوم ((الطبقة)) و يعلّم في الجامعات والمدراس. هذا التعريف الذي يرى الصراع الاجتماعي ((من حيث السلوك الطبقي فقط)) ,بغض النظر عن ان مجموعة طبقية معينة قد تصبح ثرية على حساب مجموعة طبقية اخرى.





بالنسبة للماركسيين ,فان للطبقة مفهوم اكثر جوهرية, ان طبقة الشخص تحدد من خلال دوره في نظام الانتاج. قال ماركس :(ان كل التاريخ هو تاريخ الصراع الطبقي) , في المجتمعات القديمة والعصور الوسطى ظهرت فئات طبقية معينة تصارعت على فائض الانتاج.





ان الغالبية العظمى (سواء كانوا المستغلِين اوالمستغلَين) على علاقة مباشرة كمستهلكين لمنتجاتهم .على مر التاريخ كان صغار المزارعين وصغار الحرفيين ينتجون السلع لاستهلاكهم الخاص و يبيعون فائض انتاجهم الصغير,في اسواق محلية بعد ان يدفعوا ما يتوجب عليهم من ضرائب للطبقة الحاكمة.





ظهور الراسمالية خلق حالة جديدة. مع ارتفاع انتاج المصانع , وانتاجيات الفلاحين. ان الغالبية العاملة اصبحت تمتلك القليل او لا تمتلك شيئا .الحرفيون من كانوا يمتلكون ادوات انتاجهم او الفلاحين من كانوا يمتلكون ارض صغيرة ,وجدوا انفسهم في المصانع كعمال لا يملكون الا شيئا واحدا :(( قدرتهم على القيام بالعمل )) .عليهم ان يبيعوا انفسهم يوميا لارباب العمل الرأسماليين . لوصف هذه الطبقة الجديدة , استعمل ماركس تعبير من التاريخ القديم ,((بروليتاريا)) وهم طبقة العمال -من كانوا لا يمتلكون الا جهدهم- في عصر الامبراطورية الرومانية.



عندما يستعمل الماركسيين كلمة ((عامل)) ,يستعملونها كمصطلح علمي الذي يعني اكثر بكثير من مجرد الشخص الذي يذهب الى عمله في الصباح.ان كل انسان لا يمتلك وسائل للانتاج هو عامل. بعض العمال الان يمتلكون السيارات والمنازل والكومبيوترات ولكنهم لا يمتلكون المصانع والمكاتب .

هذا الوضع يضع الرأسماليين في حالة ممتازة . فمع الوقت ستتحول ثروتهم العملاقة الى سلطة سياسية. يفرضون عدم المساواة في الملكية , لتصبح جزء من القانون. هكذا تتحول حياة الملايين من العمال الى جحيم , فالرأسمالي يستطيع طرد العامل , بل ويستطيع منعه من العمل في اي مكان اخر , انها الوحشية الرأسمالية. حتى ان القانون يضع السلطة لصاحب العمل حول اعطاء العامل المطرود حقوقه( او ان لا يعطيه اياها) . بل ان الرأسمالين اصبحوا يعقدون عقودا في ما بينهم لتدعيم النظام القانوني الرأسمالي , لأخذ المزيد من حقوق العامل. من خلال العقد يستطيع صاحب العمل طرد العامل عند رغبته وبدون حقوقه , في المقابل لن يستطيع العامل الدفاع عن نفسه قانونيا لأنه لا يستطيع تقديم دعوى ضد صاحب العمل ان كان وجوده كعامل في مصانعه يقل عن سنتين. ان العامل يصبح بلا حقوق نهائيا ويصبح عرضة لاستغلال الرأسماليين. ان العمال هم السلطة الحقيقية الوحيدة , عليهم الاتحاد لاجل تحصيل حقوقهم كلها . باختصار , على العمال القيام بالصراع الطبقي.

يرى الماركسيون الصراع الطبقي كحالة طبيعية حتمية ناتجة عن التركيب الطبقي للمجتمع الرأسمالي. ان البروليتاريا مجبرة على الوقوف في وجه الاستغلال الرأسمالي. ان كفاح العمال يأتي تلقائيا وجماعيا, ان الوقوف بوجه صاحب العمل من قبل كل عماله يجعله في موقف ضعيف على عكس مواجهته لعامل لوحده.ان الطبقة العاملة تمتلك سلاح وحيد (((الاتحاد و التضامن))). ان الشيوعية تدور حول كيفية الاستفادة من هذا الاتحاد لتحقيق جزء اكبر من حقوق العمال بل تهدف الى تحقيق السلطة المطلقة للعمال. ان البروليتاريا , طبقة من لا يمتلك وسائل الانتاج , عليها انتزاع وسائل الانتاج من يد الرأسمالين بالقوة وبدون تعويض.

ان البروليتاريا , هي الطبقة الوحيدة القادرة على جلب المجتمع ((اللاطبقي)) , ليس هناك اي طبقة ادنى منها تستطيع القيام بالتغيير, لا شيء ممكن ان يعلمنا كيف هم البشر الاخرون الا الاجر المحدود. ان السر يكمن في الاف العمال المتجمعين يوم الاثنين , على اطراف الطرقات , يتوجهون الى اعمالهم , وليس في رؤوسهم الا كيف يمضي هذا الاسبوع وتأتي ليلة السبت , او كم سيعطيهم صاحب العمل من اجرهم الحقيقي . يقول ماركس :((ان الطبقة التي تحمل المستقبل هي الطبقة العاملة , البروليتاريا )).