05‏/07‏/2009

ما هي البروليتاريا ؟

ما هي الطبقة العاملة (البروليتاريا)؟ وهل يتم استغلال العمال في ظل الرأسمالية ؟ ولماذا يؤمن الاشتراكيين بأن العمال يستطيعون تغيير العالم ؟


يستطيع معظم الناس ملاحظة وجود لامساواة طبقية في كل بلد من بلدان العالم , عادة ما يفهم العديد من الناس كلمة ((طبقة)) على نحو مشوش , فيستندون بتعريفهم على اختلافات اللغة , الثقافة , التعليم والدخل. هذا يعتبر التعريف الرسمي لمفهوم ((الطبقة)) و يعلّم في الجامعات والمدراس. هذا التعريف الذي يرى الصراع الاجتماعي ((من حيث السلوك الطبقي فقط)) ,بغض النظر عن ان مجموعة طبقية معينة قد تصبح ثرية على حساب مجموعة طبقية اخرى.





بالنسبة للماركسيين ,فان للطبقة مفهوم اكثر جوهرية, ان طبقة الشخص تحدد من خلال دوره في نظام الانتاج. قال ماركس :(ان كل التاريخ هو تاريخ الصراع الطبقي) , في المجتمعات القديمة والعصور الوسطى ظهرت فئات طبقية معينة تصارعت على فائض الانتاج.





ان الغالبية العظمى (سواء كانوا المستغلِين اوالمستغلَين) على علاقة مباشرة كمستهلكين لمنتجاتهم .على مر التاريخ كان صغار المزارعين وصغار الحرفيين ينتجون السلع لاستهلاكهم الخاص و يبيعون فائض انتاجهم الصغير,في اسواق محلية بعد ان يدفعوا ما يتوجب عليهم من ضرائب للطبقة الحاكمة.





ظهور الراسمالية خلق حالة جديدة. مع ارتفاع انتاج المصانع , وانتاجيات الفلاحين. ان الغالبية العاملة اصبحت تمتلك القليل او لا تمتلك شيئا .الحرفيون من كانوا يمتلكون ادوات انتاجهم او الفلاحين من كانوا يمتلكون ارض صغيرة ,وجدوا انفسهم في المصانع كعمال لا يملكون الا شيئا واحدا :(( قدرتهم على القيام بالعمل )) .عليهم ان يبيعوا انفسهم يوميا لارباب العمل الرأسماليين . لوصف هذه الطبقة الجديدة , استعمل ماركس تعبير من التاريخ القديم ,((بروليتاريا)) وهم طبقة العمال -من كانوا لا يمتلكون الا جهدهم- في عصر الامبراطورية الرومانية.



عندما يستعمل الماركسيين كلمة ((عامل)) ,يستعملونها كمصطلح علمي الذي يعني اكثر بكثير من مجرد الشخص الذي يذهب الى عمله في الصباح.ان كل انسان لا يمتلك وسائل للانتاج هو عامل. بعض العمال الان يمتلكون السيارات والمنازل والكومبيوترات ولكنهم لا يمتلكون المصانع والمكاتب .

هذا الوضع يضع الرأسماليين في حالة ممتازة . فمع الوقت ستتحول ثروتهم العملاقة الى سلطة سياسية. يفرضون عدم المساواة في الملكية , لتصبح جزء من القانون. هكذا تتحول حياة الملايين من العمال الى جحيم , فالرأسمالي يستطيع طرد العامل , بل ويستطيع منعه من العمل في اي مكان اخر , انها الوحشية الرأسمالية. حتى ان القانون يضع السلطة لصاحب العمل حول اعطاء العامل المطرود حقوقه( او ان لا يعطيه اياها) . بل ان الرأسمالين اصبحوا يعقدون عقودا في ما بينهم لتدعيم النظام القانوني الرأسمالي , لأخذ المزيد من حقوق العامل. من خلال العقد يستطيع صاحب العمل طرد العامل عند رغبته وبدون حقوقه , في المقابل لن يستطيع العامل الدفاع عن نفسه قانونيا لأنه لا يستطيع تقديم دعوى ضد صاحب العمل ان كان وجوده كعامل في مصانعه يقل عن سنتين. ان العامل يصبح بلا حقوق نهائيا ويصبح عرضة لاستغلال الرأسماليين. ان العمال هم السلطة الحقيقية الوحيدة , عليهم الاتحاد لاجل تحصيل حقوقهم كلها . باختصار , على العمال القيام بالصراع الطبقي.

يرى الماركسيون الصراع الطبقي كحالة طبيعية حتمية ناتجة عن التركيب الطبقي للمجتمع الرأسمالي. ان البروليتاريا مجبرة على الوقوف في وجه الاستغلال الرأسمالي. ان كفاح العمال يأتي تلقائيا وجماعيا, ان الوقوف بوجه صاحب العمل من قبل كل عماله يجعله في موقف ضعيف على عكس مواجهته لعامل لوحده.ان الطبقة العاملة تمتلك سلاح وحيد (((الاتحاد و التضامن))). ان الشيوعية تدور حول كيفية الاستفادة من هذا الاتحاد لتحقيق جزء اكبر من حقوق العمال بل تهدف الى تحقيق السلطة المطلقة للعمال. ان البروليتاريا , طبقة من لا يمتلك وسائل الانتاج , عليها انتزاع وسائل الانتاج من يد الرأسمالين بالقوة وبدون تعويض.

ان البروليتاريا , هي الطبقة الوحيدة القادرة على جلب المجتمع ((اللاطبقي)) , ليس هناك اي طبقة ادنى منها تستطيع القيام بالتغيير, لا شيء ممكن ان يعلمنا كيف هم البشر الاخرون الا الاجر المحدود. ان السر يكمن في الاف العمال المتجمعين يوم الاثنين , على اطراف الطرقات , يتوجهون الى اعمالهم , وليس في رؤوسهم الا كيف يمضي هذا الاسبوع وتأتي ليلة السبت , او كم سيعطيهم صاحب العمل من اجرهم الحقيقي . يقول ماركس :((ان الطبقة التي تحمل المستقبل هي الطبقة العاملة , البروليتاريا )).